--------------------------------------------------------------------------------
قبل أن أنقل لكم الموضوع اذكركم بما قاله عطاء رحمه الله :
( متى أطلق الله لسانك بالدعاء فاعلم أنه يريد أن يعطيك ما تشاء مهما عز مرادك وعظم مطلبك )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .. أما بعد :
أدخل مباشرة بالموضوع وهو عبارة عن نصيحة مني إلى أخواني المسلمين أن يتعرّضو إلى نفحات رحمة المنان تبارك وتعالى , وعن تجربتي في ذلك ..
أحبابي والله ثم والله وأقسم بالله أني أدعو الله جل وعلى مرارا وأرى أستجابة الرب جل وعلى أمام عيني ولله الحمد والمنة .
إن الله كريم قادر لا يعجزه شيء , بين الآذان والأقامة أو عندما توتر في الثلث الأخير أو في آخر ساعة من يوم الجمعة تجلس جلوس التشهد الأخير ثم ترفع يديك تضرعا إلى الكريم الأكرم ثم تثني على الرب جل وعلى وتحمده وأنت تفكر أنك جالس تحت العرش أو ساجد وتتذكر أن الله جل وعلى مطّلع عليك وينظر إليك في هذه اللحظه , ثم أطلب ما شئت من الدنيا والآخرة , والله أن الله لا يخيب من دعاه , فقط أخلص في الدعاء وكن صادقا وألح على الله وبإذن الله سيأتيك ما تريد وستراه بعينك كرؤية الشمس ..
وأخص في ذلك من أضطر فلا يسأل المخلوقين أو يتعلّق بهم فإنهم لا ينفعون , بل أللتجأ إلى الرحمن الرحيم القادر على أجابة دعوتك يقول تبارك وتعالى ( أدعوني أستجب لكم ) ويقول تبارك وتعالى ( وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )..
مواقف حصلت لي وكنت وقتها مضظر فرأيت بوادر إجابة الدعوة في نفس اليوم :
أذكر عندما كنت أعزبا وكنت بأمس الحاجة إلى الزواج ولا أملك مالا أبدا وكنت دائما أدعوا الله جل وعلى أن ييسر لي الزوجة الصالحة ولكني كنت ميأس لأن فوقي أخ لم يتزوج بعد ولا أجد مالا وذات مرة وأتذكر أنه في يوم الجمعة وفي آخر ساعة من النهار كنت في المسجد أدعوا الله جل وعلى وأللحح على الله إللحاحا شديدا وأتذكر أني بدأت أدعوا باللهجة العامية من شدة حاجتي للعفة والسكن وكنت متيقنا للأجابة وبعد أن أنتهيت من الدعاء كنت مباشرة أتحرى بوادر الأجابة لأني ميقن بأن الله لن يخيب رجائي ودعائي
وسبجان الله وبعد صلاة العشاء من نفس ذلك اليوم إذا بهاتف النقال يتصل وإذا بقريب لي قد علم حاجتي ورغبتي للزواج فدلني على شخص له قريبة فكلّمته في نفس الليله وخطب لي بنفس الليلة وسبحان الله العظيم ماتم الشهر إلا وأنا عريسا ولله الحمد والمنّة , ولم أدفع ولا هللة كل ذلك بتيسير العزيز الحكيم ..
وموقف آخر حصل لي قبل فترة قصيرة سافرت إلى مكة المكرمة لأداء العمر , ولقد سافرت على سيارة مريحة جدا جدا وجميلة وكنت أتمنى أمنية أن تكون لي ولكن اليأس , وكانت السيارة لأخي قد أستأذنته للسفر عليها , وكنت وما زلت ميسور الحال وسيارتي كنت إذا ركبتها تذكرت ركوبي على ظهر الحمار بل إن ظهر الحمار أرحم بكثير من سيارتي التي تفكك العظام , وسبحان الله أللححت على الله أن يرزقني السيارة المريحة الجديدة مع أني لا أملك من المال إلا القليل جدا الذي قد لا يكفي مصروف الشهر , ولكن مع ذلك ألححت بيقين على الله أن يرزقني كما رزق غيري , والله الذي لا إله إلا هو أني بعد رجوعي من السفر أعطيت أخي مفتاح السيارة متشكرا له على الأعارة وإذا به يرفض أن يأخذ المفتاح وقال لي السيارة ملك لك فلم أصدق أبدا وأنا جازم أنه يمزح فمديت له المفتاح مرة أخرى فقال لي : يا عبد الله إني معي سيارة أفضل من التي سافرت عليها فالتي سافرت عليها هي لك ( الله أكبر ) سبحان الله الحمد لله أن لنا ربا ندعوه .
وكل هذا بفضل الله ومنّته ووالله أني من أكبر المقصرين والعاصين والمذنبين ولكن الله كريم غفور يغفر الذنب ولا يبالي , سبحانه وتعالى ..
فيا أخواني تعلّقوا بالخالق ودعو المخلوقين فإن الله بيده كل شيء هو القادر سبحانه .
أنا عايشت تلك المواقف التي لن أنساها وسأحدث الناس بها لأنها من ربي قال تعالى (وأما بنعمة ربك فحدّث )
هذا ما تيسر لي ذكره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى له وصحابته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين